أصفهان
 أصفهان قديما تعد أصفهان واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، فقد شهدت صعود وسقوط الحضارات التي كان لها بعض التأثيرات على تاريخ العالم. تبدأ قصة المدينة منذ حوالي 2500 سنة مضت ، مع الإمبراطورية الساسانية عندما كانت أصفهان مدينة دينية بارزة ،وذلك  من خلال اتيشكاديه الزرادشتية  (معبد النار) والذي لا يزال صداه يتردد مع التأثيرات الساسانية إلى وقتنا هذا. كانت المدينة أثناء الخلافة الإسلامية مدينة بارزة على الصعيد الديني والثقافي وقد أهداها العباسيين بعض الهياكل القليلة نظراً لقربها من العواصم بغداد وسامراء.  انتقلت المدينة من يد العباسيين إلى البايهيديين  في القرن التاسع. وقد  قاموا ببناء الكثير من المساجد الرائعة ، والساحات العامة ، والنزل السكنية الراقية ، والأسواق فضلاً عن سور الدفاع القوي الذي تم بنائه في المدينة . في عام 1047، قام السلاجقة الروم ( من روما -- الأناضول التركي ) في وقت لاحق بغزو بلاد فارس ، وجعلوا أصفهان عاصمة للامبراطورية الفارسية.  سيطر السلاجقة لمدة قرنين على المدينة وانشأوا العمارة بأنماطها الهندسية والرمزية ، والمساحات العامة الرئيسية في جميع أنحاء المدينة. نهبت أصفهان بعد ذلك من قبل جحافل المغول الذين قضوا على  السلاجقة – وعرضوا سكان المدينة للتعذيب ، وهدموا مبانيهم .  حتى وصل الصفويين ، حيث قام شاه عباس الأول بتحويل العاصمة من قزوين إلى أصفهان في 1621 ، ثم بدأت المدينة تنمو حتى اصبحت على ما هي عليه  اليوم. قام الشاه عباس بتطوير المدينة. وشيد المباني العامة والمساجد والمكتبات والساحات والمزارات ، وكذلك القلاع الملكية المهيبة ودور الضيافة ، التي تزين المدينة. ,ولقد أصبحت ساحة المدينة "اى جاهان" رائعة وقد تحولت الى واحدة من أكبر ساحات العالم ، ومركزاً جديداً لأصفهان.  كما قام بتشييد جامع كبير جنوب الساحة ، ومسجد آخر تم اهدائه الى الشيخ لطف الله ويضم قبة رائعة بها خطى لونهما أزرق وذهبي ويوجد هذا المسجد على الجانب الشرقي من الساحة . قفز عدد سكان أصفهان إلى حوالى مليون نسمة، وكان هذا مؤشراً قوياً على ازدهار المدينة.   ولكن ازدادت معدلات الجريمة والبطالة ، والفقر ، والظلم الإقطاعي. وسمحت المدينة للمسلمين باللجوء الآمن الى مواطنهم .  وقد نال السجاد المصنوع يدويا من قبل الحرفيين الاصفهانيين وغيرها مثل الفضيات شهرة واسعة امتدت شرقاً وغرباً. بعدما وافت الشاه عباس المنية ، لم تعطي المدينة الكثير من الاهتمام للحكام الصفويين الذين فضلوا الابتعاد في قلاعهم العالية لإدارة الشؤون العامة بعيداً عن الناس وبالتالي ، بدأت صورة المدينة في الاضمحلال ، وبعد ذلك بوقت قصير اصبحت شيراز ثم طهران عاصمة الإمبراطورية بعد سقوط الصفويين. أصفهان اليوم عرف مدينة اصفهان باسم "نصف اى جاهان"  أي نصف العالم، لقد نمت أصفهان، على مر السنين، لتضم مزيجاً رائعاً من التحف المعمارية والثقافية في العصر الحديث. شهدت المدينة مستوطنين وحكام زرادشتيين ومسلمين، وأتراك، ومنغوليين، وتكيفت مع الأفكار الجديدة، والتكنولوجيا، والهندسة المعمارية التي جلبتها الحداثة إلى المدينة. وقد نهبت، ودمرت، وإعيد بنائها، وتم زخرفنها وتحديثها على مر السنين، وقد اصبحت اليوم تضم قطع اثرية من جميع انحاء العالم. لقد ادرجت هذه المدينة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. تشتهر المدينة باحتضانها لعدد كبير من المعالم التاريخية، والمساجد والأسواق، والقصور الملكية. كل هذه الأماكن عادة ما تكون مفتوحة للجمهور.  وبالتالي، فإن أصفهان تجذب أكبر عدد من السياح الأجانب عن أي مدينة أخرى في إيران، خاصة لزيارة الأماكن المقدسة. تمثل ساحة ناكش اى جاهان وجهة لأصفهان الحديثة – وقد شيدت من قبل الامبراطور شاه الصفوي عباس الأول لتكون بمثابة نقطة رئيسية وسط اصفهان خلال القرن 17، نمت هذه الساحة لتشمل الآثار الموجودة في الجانبي الشرقى والغربي، والبازار الكبير الموجود بشمال أصفهان   يمكنك التنزه هناك حيث ستجد سلسلة لا تنتهي من الاكشاك والمتاجر في الشوارع المضاءة بشكل خافت، سوف تخوض تجربة ساحرة! يقسم نهر زاينديه المدينة منذ زمن بعيد، ولكنه يحتوي على عدد قليل جداً من الجسور الرائعة التي وضعت فوق هذا النهر. إنه بمثابة تحفة معمارية بالفعل. أصبحت طهران اليوم من أكبر ثلاث مدن في البلاد. ونمت لتصبح مركزاً اقتصادياً وصناعياً، كما تضم محطة نووية، ومصانع لتصنيع الصلب والسبائك. على الرغم من التطور الحديث الذي شهدته المدينة إلا أنها لا تزال تشتهر بجودة العمل اليدوي فيها مثل السجاد والمنسوجات الجميلة، والمنتجات الخشبية والمعدنية. الموقع عن : irhal.com
مرکز گردشگری علمی-فرهنگی دانشجویان ایران
Copyright ©2018 istta.ir All rights reserved. Powered & Designed by WebTakin.ir , Graphic by Yousefi
logo-samandehi